حــريـــة الفـــن والابــداع في كـــوردســتان

حــريـــة الفـــن والابــداع في
كـــوردســتان

مصطفى برهان

ان حرية الابداع من الظواهر المهمة التي
تتيح للانسان حق التعبير في مجتمعه الحر.
فالشعوب تتقدم على اساس هذه الحرية حتى
يخلق المبدع لنفسه ولشعبه ولمجتمعه
احاسيسا ومشاعر صادقة واضعا الانسانية
امامه بكامل صورته الموثوقة فتخرج صورة
لتجسيد حي متوافق مع القراءة الصحية
للفكر الحر

وشعبنا الكوردي عانى الكثير منذ زمن بعيد
من عمليات طمس الهوية القومية وتشويه
تراثه وفلكلوره وثقافته الفنية على
ايدي الانظمة الاستبدادية، ومع ذلك فانهـ
قدم الكثير من التضحيات في سبيل استرداد
هويته الثقافية والفنية التي تمثل روح
الامة.

والفنان الكوردي فهم العملية الابداعية جيدا بسبب الظروف والمآسي التي مر بها لان من المعروف ان المؤثر الاكبر في العملية الابداعية هو البيئة والمجتمع.

وهذا كله دفعني للغوص في اعماق الرؤية الجمالية الفنية وفهم الفنان الكوردي بالتحديد لمعرفة الحرية الفنية.

ان الحرية الفنية ليست تغلب الاقوياء على الضعفاء وليست قيام طبقات اجتماعية سيدة واخرى مستعبدة وليست استمتاع انسان على حساب الاخرين وليست جدارا نحاول كسره.

الحرية الفنية الحقيقية هي دائما حرية في ظل المعقول وهي لا تتعارض مطلقا مع مبادئ الاخلاق اما اولئك الذي يريدون حرية خارجة عن اللامعقول او حرية تجعلهم يتلذذون بمخالفة نواميس الفضيلة واخلاق المجتمع فانهم لايعرفون معنى الحرية بالشكل الصحيح ومع العلم ان الحرية حق من حقوق الانسان.

ذلك الانسان الذي فهم منذ عهد بعيد الصلة بين الفن والابداع والاخلاق.. اذ قال " افلاطون" ان الفنون هي المصادر والوسائل الى القيم الاخلاقية وبعد الفي سنة
قال " تولستوي" ان الفن صلة بين انسانية الانسان وبين عبوديته لله وقد امن تولستوي بالفن اكثر من غيره فقال ان الفنون في وسعها ان تصبح ادوات اخلاقية حين تفشل القيم الاخلاقية في الوصول الى قلوب البشر.


والفنان الكوردي يجب ان لا يحيا لنفسه فقط بل يحيا للاخرين وبالاخرين وبذلك يكون الفن عملا متفقا مع الاخلاق وما دامـ هذا الرابط موجودا فان مسؤولية الفنان الكوردي يجب ان لايحيا لنفسه فقط بل يحيا للاخرين وبالاخرين وبذلك يكون الفن عملا متفقا
مع الاخلاق وما دام هذا الرابط موجودا فان مسؤولية الفنان الكوردي من الوجهة الاخلاقية والابداعية عظيمة وجليلة الاثر في بناء مجتمع محب ومتفهم للفن بكل اشكاله والوانه.

وفي نهاية الامر احب ان احيي الادباء والفنانين الكورد الذين بذلوا اقصى جهدهم من اجل تحقيق الفكر الابداعي وتحويل الحرية الفنية في كوردستان الى اعمال ابداعية ارتقت على علو الجبال لتفتخر بها الاجيال القادمة.