منتديات بُــهار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات بُــهار

Jiyana me be Buhar her gav bahîze
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
أعضاءنا الأعزاء , تم و حسب القرار الإداري إنشاء شات لمنتدى بُــــهار ........ : group228797@groupsim.com
أيها السادة الكرام .... أعضاء و زوار منتدى بُـــهار , نود إعلامك إلى أن المنتدى مازال جديداً و في بدايته لذلك نرجو منكم مشاركتنا في سبيل إغنائه بالمواضيع القيمة و المفيدة في كافة المجالات , و لكم جزيل الشكر
رجاء ..... نرجو من الأعضاء قراءة القوانين قبل البدء بأي شيء في المنتدى ... المدير العام

 

 نعمة السماء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
roshan
نشيط
نشيط
roshan


المؤهل المدرسي : جامعي
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 60
تاريخ التسجيل : 12/09/2009

نعمة السماء Empty
مُساهمةموضوع: نعمة السماء   نعمة السماء I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 18, 2009 4:33 am

صباح بارد حزين يغزو أيام عمره من جديد لكنه كان مختلفاً في هذه المرة, فقطرات المطر الخيرة تنهمر على الأرض..

تضرب زجاج النوافذ بقوة, نهض من السرير ببطء متثاقل ومشى باستسلام نحو الشرفة, اتكأ على السور الحديدي الأشبه بقضبان السجن وراح ينظر إلى الشارع بإمعان, رأى الناس يتراكضون هرباً من نعمة السماء, وأغصان النارنج منحنية كأنها في حداد, على عكس أشجار الحور التي تقف شامخة كما العادة فهي لا تنحني سوى للقوة التي تفرض سطوتها على زرقة السماء وعنفوان بردى وهيبة قاسيون الشآم, تطلع أيضاً إلى أديم السماء المتواري وراء غيوم رمادية اللون وهو يتساءل: ترى ما هذا الإحساس الذي يتملكني!! حتى أنني لا أدري لم كل هذا التشاؤم. ‏

اغتاله ذلك الظلم السليط بكلماته: سأغرز السكين في صدرك. شعر بتلك الكلمات تخترق صدره كسهم مسموم يريد قطع شرايينه وسرقة الروح من جسده السقيم, كأنه كابوس مزعج يراود شخصاً يغط في سبات عميق.. لكن لا, ليس كابوساً بل هو حقيقة واقع يفرض نفسه على كل إنسان يمتلك عاطفة صادقة ويعشق الأدب والحرية, يفرض نفسه بحلوه وحنظله.. بسعادته وحزنه.. بتناغمه وتناقضاته المقيتة!! كان يعيش في منزله كغريب بين زوجة ابيه وأشقائه الأربعة شعر بالحزن على فراقه مع ما كان يحتويه من متناقضات وغرائب وأحزان ففي ذاك البيت أو المملكة الصغيرة تفتحت نفسه لحياة تسعى جاهدة لاجتلاء جوانب الكون المتسقة تارة والمضطربة طوراً, حياة تمقت عالم الأصفاد والقيود وتنطلق في حيوية تتسم بالحرية, بيته الذي لا يزال مفعماً «برائحة الوالدة» ويحمل عبق أيامه الزاخرة بكل ألوان التقلبات التي شهدها!! ‏

برقت السماء إذ ذاك, نظر إليها فظهر له طيف والدته الذي لم يفارق مخيلته يوماً, ابتسامة مشرقة ارتسمت على وجهها نظر إليه بتمعن كان مصفراً ولم يكن يقتل صمت الشارع سوى حشرجتها: لا تقلق يا بني إنها بشارة خير, بضع كلمات قالتها وغابت, هكذا هم الأشخاص الطيبون كزهور الربيع دائماً إلى غياب!! فوالدته كانت منهكة... تعبة تقتلها المعاناة فبعد أن استراحت من زوجها وقسوته رحل شقيقها الأثير(زيد) توأم روحها ونبض عالمها الطافح بالأسى لقد أضناها فراقه إلى أن رقدت بجانبه بعد صراع مع مرض(السرطان) كم اشتاق لأمه.. اشتاق إلى رائحة حنوها وملاءتها البيضاء التي تفوح منها رائحة الياسمين والبنفسج, وإلى لمسة يدها ورقة قلبها وبريق عينيها وشعرها المصنوع من خيوط الشمس الذهبية. ‏

قال أنا ‏

أجابه نعم أنت تكون وماذا تفعل هنا في هذا الوقت المتأخر؟ ‏

قال: أنا الحزن اللامتناهي.. أنا الفرح البعيد.. أنا من توفيت والدته مذ كان طفلاً.. أنا المجهول؟! هذا هو موطني(الشارع) وها أنا أعيش وحيداً بين طيات الخريطة الكونية التي أضرمت النار والحزن في فؤادي. أتأرجح بين السماء والأرض من قلة الموت الذي سرق من بين أضلعي أغلى ما أملك لا مأوى ولا حتى أحد يغيثني في ساعة الشدة, تأوه قليلاً ثم أردف: أجل لا أحد!! ‏

إغرورقت عيناه بالدموع وأخذ ينظر بشفقة إلى ملامح وجهه التي لم تخل من مسحة جمال مسافرة رغم الأسى و(التعتير) لم يتفوه ولا بكلمة, عندها سأله الشاب اليتيم: ألا تريد أن تعرف من أنا, سكت الرجل قليلاً وأردف قائلاً: لا لأنني الآن عرفت من تكون انت الروح الضائعة.. أنت الحمامة التائهة.. أنت أشبه بالأوراق الصفراء التي تفارق الغصون مع هبوب كل نسمة من نسمات الخريف الشاحبة, أنت نجيع القلب والفؤاد, لا بل أشعر بأنك أشبه بزهرة برية يانعة أخذت تذبل شيئاً فشيئاً حتى سرقت من أعماقك طفلاً مرهف الأحاسيس والمشاعر كان يحلم بحياة هانئة وها هي تلك الزهرة أراها أمامي كيف تلملم أشلاءها التائهة في متاهات الزمن كإنسان يلتحف التراب لكي ترحل إلى بلاد اللاعودة ثم أخذ يتمتم بصوت خافت: لكنها لن تكون النهاية فلن تبقى هنا برفقة خناجر الغدر والضياع بل يجب أن تمتطي صهوة الأحضان الدافئة لكي تحمل الزمن الأخضر بين أصابعك وتختصر كل الفصول والأيام وتحتل أرصفة المستحيل... ‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نعمة السماء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بُــهار :: الأدب و الفكر :: الإبداعات الشخصية-
انتقل الى: